نزلات البرد المتكررة: لماذا تحدث عند شخص دون آخر؟ وكيف نتفادى الاصابة بها؟
الشروقنشر في الشروق يوم 27 - 10 - 2009
مع اقتراب فصل الشتاء، يتخوف أكثرية الناس من الاصابة بنزلات البرد والأنفلونزا، وهذا أمر طبيعي في مثل هذا الفصل. لكن ما يثير التساؤل والقلق ربما هو تكرار حدوث الاصابة اكثر من مرة لدى بعض الناس وطرق تفاديها؟
قبل الحديث عن أسباب تكرر الاصابة بنزلات البرد لدى بعض الناس وطرق الوقاية منها، وجب الوقوف عند نقطة هامة وهي تحديد الفرق بين البرد والأنفلونزا الذي يحدده اهل الاختصاص على أساس ان البرد هو اصابة فيروسية بفيروس من فصيلة (رينو) يظهر في الشتاء وخاصة في الأماكن المغلقة ويشعر المريض بقشعريرة في جسمه ويعاني من رشح في الأنف وارتفاع طفيف في درجة الحرارة وأحيانا سعال بسيط ويعالج بالمسكنات البسيطة والسوائل الدافئة وليس له تطعيم واق. اما الانفلونزا فهي مرض فيروسي آخر يسببه فيروس من فصيلة (ديسكو) بنوعيه «أ» و«ب» حيث يظهر احيانا في صورة وبائية ويشكو المريض من دوار ورعشة وصداع وآلام بالأطراف وسعال وارتفاع كبير في درجة الحرارة ونزلة شعبية تتحول الى التهاب رئوي حاد، ويحتاج لراحة تامة ومسكنات قوية. وفي حالة حدوث مضاعفات بكتيرية خاصة في الرئتين لابدّ من تعاطي المضادات الحيوية.
ويلخص اخصائي في الأمراض التنفسية أسباب تكرار نزلات البرد والأنفلونزا لدى بعض الاشخاص دون غيرهم، في ضعف مناعة الجسم بسبب سوء التغذية وعدم الاهتمام بالغذاء المتوازن والصحي وإمكانية وجود حساسية في الصدر او الأنف تؤدي الى ظهور الرشح والسعال المتكرر، وعدم الراحة لفترة كافية، وعدم استكمال العلاج في صورة الاصابة والتدخين. واستخدام المضادات الحيوية بدون استشارة الطبيب مما يؤدي الى مقاومة الميكروبات للأدوية ويؤثر على مناعة الجسم ويؤدي الى حدوث التهابات صدرية شديدة.
ويعتبر الانتقال المفاجئ من الدفء الى البرودة ايضا من أهم اسباب حدوث نزلات البرد المتكررة مثلما يحدث عند الجلوس في أماكن مزدحمة او مغلقة لفترات طويلة لا توجد بها تهوية كافية ثم التعرض بعد ذلك لتيارات الهواء الباردة عند الخروج منها او استخدام المدفأة وأجهزة التكييف للتدفئة مما يتسبب في حدوث الاصابة. كما تحدث الاصابة أيضا عند الخروج مباشرة إثر الاستحمام.
ولتجنب حدوث نزلات البرد المتكررة خاصة في فصل الشتاء ينصح الأطباء بتجنب مسببات المرض المذكورة سالفا قدر الامكان والعمل على الاستغناء عن اجهزة التدفئة المختلفة مع ضرورة المكوث بالبيت عند الاصابة وإراحة الجسم بشكل كاف مع الحرص على الابتعاد عن العادات الغذائية غير الصحية وتناول قدر كاف من الخضروات والفواكه والعصائر الطبيعية الغنية بالفيتامينات وعدم الاستهانة بالمرض وترك تناول الدواء الذي وصفه الطبيب المعالج بصورة ذاتية لأن هذا التصرف غير المسؤول يتسبب في تكرار الاصابة مرات ومرات وربما في تطور بعض الحالات الى ما هو أخطر لأن التوقف عن تناول الدواء في الوقت غير المناسب يترك للفيروس فرصة للبقاء على قيد الحياة ومن ثمة تكرار الاصابة.